آخر الأحداث والمستجدات 

مكناس: من سياسة التقليدية إلى مقاربة المشاريع الذكية

مكناس: من سياسة التقليدية  إلى مقاربة المشاريع الذكية

من المفارقات العجيبة التي تُعري التأخر الزمني في مجال التنمية بمدينة مكناس، أننا لا زلنا نلازم السياسي طلبا في التمكين العادل للتنمية بالمدينة، بينما السياسة التنموية الحقيقية لها ولوجيات أخرى متعددة ومتنوعة. حقيقة تامة، مدينة تُنتج البوليميك السياسي الفضفاض، أكثر بكثير من العمل الفعلي والاشتغال على الأولويات الكبرى. مدينة قد لا يُعجبها أي رئيس لمجلسها الجماعي (لا زيد ولا عمرو !!!)، ما دامت نواقض السياسة الحزبية الكبيرة تحتد وتصنع المتناقضات والفوضى الاختلالية. مدينة تُماثل مخارج القصة الرمزية ( الرجل والحمار) لأحمد بوكماخ في سلسلة (إقرأ)، والذي لم يسلم من ملاحظات وانتقادات الناس، ولم يقدر على إرضاء الجميع، وفي الأخير (حمل الحمار) على ظهره كرها، كدلالة على انتصار مؤيدي الفشل والانتقادات !!!

قد يكون خط تحريرنا يَبتعد كل البعد عن التصنيف النمطي (أنت مع أو ضد الرئيس !!!)، لذا قد نبتعد عن شخصنة ملاحظاتنا الركيزة، ونَنْحُو نحو انتقاد أو تأييد بعض أنظمة التسيير والتدبير بمجلس جماعة مكناس. ومن الملاحظات العامة، فالرئيس عباس الومغاري يُمارس بحق سياسة القرب والأولويات. يمارس نظرية (ولد الشعب) والحضور اليومي الفعلي. يمارس سلطاته كعمدة للمدينة، وفق تحقيق الممكن الواقعي لا حلم المطالب الطوباوية. إن (كراطة) الرئيس رمزية !!! وبأن هذه المدينة مدينتنا جميعا، وشأنها المحلي والتنموي يتعلق بنا جميعا وبلا مفارقات...فيكفي المدينة من نزق (اطلع تأكل الكَرْمُوصْ ...انزل  اشْكُونْ لِي قالها ليك !!!).

 

المعيقات والعراقيل كثيرة بمدينة مكناس وصناعتها متقدمة ومتفاقمة، وقد نصنعها نحن مثل فقاعات (التِّيدْ)، ونتلهى باللعب بها مثل أطفال المواسم والحفلات !!! اليوم المدن تقطع أشواطا تصاعدية في التنمية والعدالة المجالية والكرامة الاجتماعية. تنتقل من المدن ذات القطب التدبيري التقليدي، نحو سياسة المدينة الذكية. فخير مثال على ذلك مدينة الرباط والأنوار، والتي تخطت كل البوليميك السياسي المقيت نحو إطلاق مشروع (مراحيض عمومية ذكية) من قبل (شركة الرباط الجهة للتهيئة)، ونحن بمكناس لا زلنا نناقش فتح مسبح من إرث (كولونيالي)، ونعتبره فتحا مبينا للتنمية والعمل الاجتماعي، وإنجازا يُحسب لهذا الطرف أو الآخر !!!

 

ما أبخس المقارنة بين المعادلتين مدينة بلا مراحيض (حتى في مداراتها السياحية !!!)، والعاصمة تعمل على إطلاق مرافق صحية متطورة وحديثة !!! قد لا نتحدث عن الكلفة التقديرية لتلك المراحيض الذكية، والتي تناهز (20 مليون درهم)، وبتحديد الفواصل (19.993.200,00) أي ما يقترب من (ملياري سنتيم) !!! إنها بحق المفارقات التي نُحدثكم عنها، ونحن لا زلنا بمدينة مكناس نتلهى في المواقع الاجتماعية (بكراطة المسبح البلدي)، و باحتساب الحفر وأعمدة النور الخارجة عن التشغيل!!! فأين التنمية الذكية؟

 

مشكلة مدينة مكناس أنها تصنع الاختلاف والخلاف منذ الزمن البعيد، وليس لها مع التوافق إلا سياسة الخير والإحسان، وفي المناسبات الرسمية والصور المليحة بالابتسامات الماكرة. مشكلة مكناس الحقيقية أنها لم تقدر حتى تقييد (دفتر تحملات) رزين وقانوني لملاعب القرب المتهالكة والمحتلة عن طريق سياسة الريع (حلال). مشكلتنا جميعا بمدينة مكناس أننا نريد التخلص من الملك العام الخاص- (رفقا بملك عام للأجيال القادمة)- للجماعة في أفق خوصصة الرياضة والثقافة والفن والمنتزهات ومراقد الموتى!!! مشكلتنا جميعا أن المدينة تُمارس سياسة الفوضى التي لا تتأسس على الرؤى الإستراتيجية، ولا على بيانات (دراسة الجدوى) ومعايير التنمية الممكنة، فقد تنام المدينة ليلا، وتصبح على نقاط في جدول أعمال استثنائية (الدراسة والموافقة على تفويت الملك العام المشترك للخواص لأجل إنشاء ملاعب القرب !!!). سياسة مدينة لازالت تناقش في برنامج عملها التنموي خوصصة المرافق العمومية (وصناعة تنمر الخواص على المستهلك !!!). سياسة لا تدفع بالمدينة نحو الحداثة والذكاء مثل الرباط، لذا قد تبقى المدينة (تتبول...) في عراء التنمية، في ظل غياب سياسة حلم ذكاء لن يتحقق قريبا !!!

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : متابعة محسن الأكرمين
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2025-06-29 14:43:47

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك